“أحوال” يكشف هوية المخطّطين والمحرّضين على الشغب في طرابلس
عندما تحرك “الطرابلسيون” منذ 48 ساعة كان “الجوع” عنوان التحرك، وكان سببه الأساسي والرئيسي، للإعتراض على إجراءات الإقفال العام التي تجعلهم غير قادرين على تحصيل قوت يومهم، ولكن بعد يومين اختلفت الصورة، فانطلقت أعمال الشغب، على وقع هتافات سياسية جعلت للتحرك معانٍ مختلفة، حاولت كل القوى السياسية في المدينة التنصّل منها، فما الذي يجري في طرابلس؟
ممنوع اقتحام مراكز الدولة
شهد ليل أمس مواجهات مباشرة بين مجموعات من الشبان، والقوى الأمنية، من درك وجيش لبناني، وارتفعت حدّة المواجهة عندما حاول الشبان اقتحام سرايا طرابلس، الأمر الذي ترفضه بشكل تام مؤسسة قوى الأمن الداخلي، بحسب مصادر أمنية مطّلعة، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن أوامر واضحة وُجّهت لعناصر قوى الأمن بأن مراكز الدولة خطّ أحمر، وينبغي التعامل مع محاولات اقتحامها بقسوة، ولذلك جاء بيان قوى الأمن الداخلي الواضح بأنهم مضطرون لاستعمال القوة لمنع اقتحام السراي.
تشير المصادر إلى أن القوى الأمنية لم تتعامل مع التحركات والتظاهرات بقسوة، على اعتبار أن هؤلاء مواطنين لبنانيين يريدون إيصال صرختهم المحقّة، ولو كان التحرك مخالفاً لقواعد الإقفال العام، ولكن ما حصل أمس، كان عملاً تخريبياً واضحاً، بعيد كل البعد عن التحركات المطلبية، لذلك اختلفت طريقة التعاطي معه، لأن الأمن في طرابلس خطّ أحمر.
المخربّون بالأسماء
لطالما ارتبطت التحركات في طرابلس بجهات محلية وخارجية، خصوصاً في الفترة الممتدة من تشرين الاول عام 2019 حتى اليوم، وقيل الكثير من مسؤولين في الدولة عن دور لدول وسفارات وشخصيات في تحريك الشارع الطرابلس، على اعتبار أن طرابلس تشكّل ساحة “سنّية” بحتة، فقيرة يمكن استغلال فقر شبّانها، وخاصرة رخوة يمكن تحريك مشاعر أهلها.
ما جرى في السّاعات الأخيرة، كان بحسب مصادر طرابلسيّة، محاولة أولى لتذكير الجميع قبل أي مفاوضات مقبلة، بأنّ اللاعبين الإقليميين في لبنان لا يزالون على أهبة الإستعداد للعمل، مشددة على أنّ الطرابلسيين يعلمون جيداً من خطط للأعمال التخريبية ومن دعم ومن موّل، والأسماء أيضاً معروفة.
وتكشف المصادر أن حزب لبناني كبير من خارج طرابلس، هو من المشاركين بالدعم والتخطيط لما يجري، كذلك أحد المنتديات الطرابلسية المعروفة، ومعهم أحد الأحزاب المدنية الناشئة، إلى جانب شخصية سنية حاولت مراراً لعب دور في لبنان بالآونة الأخيرة، وأيضاً شخصية أمنية سابقة، وأحد نواب المدينة السابقين، مشيرة إلى أن هؤلاء هم الغطاء والممولين والمخططين، أما المنفذين على الأرض، فعلى رأسهم أ. م. وهو يعمل بنشاط على وسائل التواصل الإجتماعي، وأيضاً، ن. م. وهو ناشط مدني، أ. ت.، خ. د.، ورجل من آل (ف)، قام برفقة س. ح بقيادة محاولات الهجوم على حاجز للقوى الأمنية في طرابلس.
وتضيف المصادر: “منذ صباح الأربعاء بدأ التحضير لوجستياً لأحداث المساء، فجُهّزت قنابل المولوتوف الحارقة، وأغلبها قنابل مصنوعة يدوياً، ووُزعت على المشاركين، كذلك تم استعمال الرصاص الحي من قبل المتظاهرين، مرة واحدة على الأقل”، مشيرة إلى أن ما جرى ويجري قد يستمر لفترة من الزمن، وهذا ما جعل تيار المستقبل في المدينة يرفع الصوت بوجه هذه التحركات، لأنه يعلم أن الرسائل منها، تطاله بشكل مباشر.
تيار “المستقبل” قلق!
لا تُخفي مصادر قيادية شمالية في تيار المستقبل قلقها مما يجري في الشارع، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن استخدام الساحة الطرابلسية بشكل مستمر لإيصال الرسائل السياسية لتيار المستقبل لم ينجح سابقاً ولن ينجح حالياً، مشددة على الوقت نفسه على أنها ليست بصدد اتّهام أحد بما يجري، لأن “الشمس طالعة والناس قاشعة”، معتبرة أن ما يجري في المدينة من تحريك للشارع لا يعني أنه ليس هناك فقراء في المدينة يحتاجون إلى اهتمام الدولة بهم، داعية الجميع لدعم الأجهزة الأمنية في عملها على استعادة الهدوء والإستقرار.